اسم الفتاة یکتب فی بطاقة الزواج ما العار فیه؟

سید سعید خجسته

إذا أدرکنا النظام السائد فی مجتمعنا لحصلنا علی جواب صحیح لهذا السوال البسیط. فمجتمعنا يبتني علی قواعد نظام أبوی و قبلي تماما. کل ما هو ذکوری متفق علیه و مرئی و مسموع للجمیع و کل ما هو نسائي فیه صراع و ملفوف فی القطن و غیر مسموع. نری فی المجتمع القبلي ضحکة المرأة عورة، نظرتها من ثقب الباب عورة، أختلاطها بکل ما هو ذکوري عورة، تعلیمها عورة، عملها عورة، و حتی إسمها لا ینجو من سفینة العورات التي رکبت فیها المرأة الاهوازیة کمسافرة لا سیطرة لدیها علی قدرها المنشود و الرجل هو الذي قبض مقود السفینة. حقیقة هذا النظام الذی ینتهک حقوق المرأة و یعطي السیادة الکاملة للرجل و یخلق اسم العرض أي الناموس للمرأة و یبعّدها من أیّ شیء رجولي. أیضا في هذا النظام اللامنطقي لم نر ايّ تطبیق للشریعة الإسلامیة التي جاء بها الرسول(ص) فلمّا جاء الرسول آنذاک کان یردد" النساء شقائق الرجال" و هذا یعني أنّ لها الحریة و الحق کما للرجل. و لن یقول عبیدات الرجال. المراة هي إنسانة و علی الرجل إحترام حقوقها. ما هو و اضح فی مجتمعنا الأهوازي ، لا یوجد تلبّي لطلبات المرأة و تنتهک حقوقها حتى في الامور الهامشیة و السطحیة لاسیما کتابة إسمها في بطاقة الدعوة جنبا الی إسم المعرس.

فهل إسم المرأة عورة؟! هل هو عار أن یعرف إسم أم الأجیال القادمة؟ هل من العار أن یعرف أسم العروس أصدقاء المعرس؟ إذا تخاطب أحد الذین یرفضون کتابة الاسم و تقول له ما منطقک لعدم کتابة الاسم فیرد "أنا لا أرید اصدقائی أو جیرانی یعرفون إسم زوجتي أو یرد بهذا الفکر القبلي و الجاهلي " و" کیف إذا حدث نزاع بیني و بین الجیران او الذین یعرفون اسم زوجتي ، فالشتائم ستوجه للمرأه و هذا عار علي و علی عائلتي" بهکذا دلائل تافة حرمنا بناتنا من أقل حقوقهن. ما هو الساخر أن اسم المعرس یکتب وبدلا عن إسم العروس تجد شطرة أو تجد الحرف الأول من إسمها و کأنه لغز فی وجوه القارئین !!!

في رأیی هذا هو أخطبوط الجهل الذی یمتلک عقول بعض الناس المتشددین و الذی  یسبّب مثل هذا الظاهرة . إن إسم المرأة في المجتمع القبلي یعتبر دون اي قیمة أخلاقیة أو إجتماعیة و لیس هناك الا إسم الرجل ؛فإسم الرجل هو الذي یعطي الشرف و الوجود الإجتماعي . هذا ما یعتقده الناس الذین یرفضوا کتابة إسم الزوجة علی بطاقة الدعوة لحفل زواج المعرسین. و الجدیر بالذکر أن الإعتناء بما یقوله الناس ظاهرة سائدة في المجتمعات القبلیة فإذا ثمة شیء و لو صحیح أو حق أو في إطار الشریعة الاسلامیة یرفضه  أغلبیة الناس ؛ فهذا شیء مرفوض و عار علی من یفعله. کان الأدیب غوته یقول  سنعیش في منتهی السعادة إذا ما إعتنینا بأقوال هذا و ذاک فکل عقل سلیم یرفض تفاهات البعض. فمثقفنا و دارسنا لابد أن یبدأ کما لکل بادئ بدء و هو یخطو الخطوة الاولی. اعتقد بانّ هذه الظاهرة هامشیة و یمکن تغییرها و لکن أذا اردنا  و"الله لا یغیرما بقوم حتی یغیروا ما بأنفسهم". بکتابة اسم الفتاة فی بطاقة الزواج سنلبّي حق بسیط من حقوق المرأه المنتهکة في مجتمعنا و سنخطي خطوة الی الأمام لنکون مجتمعا مدنيا یحیط به الأحترام و تبادل الأراء و الإرادة الحرة و التضامن بین أعضائه من رجال و نساء.