صديقي المقتول
علی عبدالحسین صاحب مدونة اللیل احد الناشطین فی مجال الثقافة و الادب و الفکر فی الاهواز . لدیه عده مشارکات فی مواقع و مدونات اهوازیة .من اعماله المعروفه حکمة العذاب اللتی انتشرت بشکل منظم فی مدونه هذا الکاتب القدیر . مدونة بروال الاهواز تطلب من جمیع الزوار الاعزاء ان یبدوا بتعلیقاتهم البناءة من اجل رقی کتابات کتابنا الاهوازیین.
صديقي المقتول
روحي تتوق إليهِ شديدا وهو بقربِ روحي. كم سهرنا معا ًفي ليالي الصيفِ والشتاء...كم ذهبتُ إليهِ فجلسنا تحت الصفصافة القائمة على حوض ٍوسط فناء منزل أبيهِ...فاذا طرقتُ البابَ هرع إليهِ مرحباً عارف الطارق من رائحتهِ من ضربات يدهِ...كلما دخلتُ دارهم اُحاط بهالة من حنين، أبوه الشيخ يقوم من مكانهِ ويصافحني مصافحة اليد باليد والخد بالخد، وأمه المسنة تمد يدها لتضعها بيدي والشيخ يقوم من مكانهِ ويصافحني مصافحة اليد باليد والخد بالخد، وأمه المسنة تمد يدها لتضعها بيدي فترُ أني ذو والديني و والدتين...
نجلسُ على سرير تحت الصفصافة التي أصبحت جزءاً من أعضاء تلك الاسرة...ويجلسُ رحيم قبالتي وإلى جنبه موقده المليئ بأواني إعداد الشاي والقهوة...لم يمض ِوقتٌ حتى نسرحُ في براري الشعر والادب والآراء والحكم..قارئين تارة ، سامعين تارة أخرى مازجين الادب والفكر والموسيقى العربية الاصيلة معاً...كان يقرأ الشعر و"أم كلثوم" تصدح كانت تقراء النثر و"داخل حسن" يغرد...كان وكنت ومر الزمان ولم يرجع...
لرحيم مقاولٌ كان قد علقـه من عمله عدة مرات وبشتى الحيل والامكار ليسلبه راتبه ويعكر عيشة زوجه وأطفالهم الثلاثة...وهذا دیدن المقاولين في زمننا وليس بأمر غريب.لكن صبر رحيم نفد...وفي المرة الأخيرة لما شاهد المقاول عاقد العزم ليعلقه قفز عليه قفزة من رأى الظلم متجسدا أمامه بسيماء حيوان حقير يلعق بدماءه ضاحكاً منه مستفزا...تشابكا المظلوم والظالم لكن الظالم قويٌ بجلاوزتهِ فصـُرع المظلوم قتيلا...
بكيتهُ بدماءٍ مُحـْمـَرّة ٍ جاريةٍ من نبع روحي. وبحثتُ عنه المنازل والمقابر ولم أجده.صرختهُ بصوتٍ مبحوح شجي ٍصادر من صحراء روحي ولم يجبني. وفتشتُ عنه القصائد والقصص والرويات والفلسفات ولم أره...فنعته روحي...ويأستُ ففاجأني طيفه غاضباً ضاحكاً...مربتاً على كتفي متفوهاً بكلماتٍ كالشهبِ؛ لا تيأس من صديق فقدتهُ أبدا فأنا جدولٌ جارية في سهول روحك وأنا صفصافة يانعة الاثمار في مشاعرك...وأنا سعيدٌ وعائلتي بخير لأنني كريمٌ دافع عن حقه وأنا راجعٌ إليك فإنتظرني في ترقية وعزة مرة اخرى...أنا بقربك....أنا لن أنتهي...وغاب....