تعلیق حول قصة الشوارع البعیدة لحسین طرفی علیوی
عن "الشوارع البعيدة"
علي عبدالحسين
لقد صارت امسيات الورشة بالنسبة لي هي من افضل الامسيات، جلساتٌ يحضرها نخبة من كتاب القصة القصيرة علاوة على محبي القصة والادب والثقافة بشكل عام. والفضل يعود للاخ المحترم عابر سبيل مع القاص المحترف سالم باوي فالاخوان مهتمان بتنظيم وادارة الجلسات اضافة الى الضياف العربية الكريمة(الضياف كانت دائما علي عاتق عابر سبيل). والقصد من وراء الورشة كما هو واضح تاسيس للقصة القصيرة ثم ترويج للنثر في اوساط الشعب الاهوازي الذي كان ومازل شعباً شاعرياً
لا تستسيغ سليقته غير الشعر وخاصة الشعبي منه.
واما الجلسة الاخيرة لورشة القصة كانت في معظمها مختصة لقصة رائعة كتبها الاخ القاص حسين طرفي. قرأ القصة الاستاذ احمد الحيدري ثم تناولها بالنقد القاص سالم باوي وسائر الاخوة الحضور.
من ضمن ما اشر اليه سالم باوي هو أن القصة تفقد الى بعض شروط القصة القصيرة و بين هذه الشروط؛ عدم التلميح في سرد القصة ثم افتقادها الى احداث تكون ذات مغزى و دلالات خاصة تكون بمثابة القصة داخل القصة. ثم اشار الاخ باوي الى أن القصة يوجد فيها تناقض بين ما يقول القاص وما يوجد من واقع تعيشه "زينب" واخيرا قال ان نهاية القصة يسكر الباب في وجه التأویل ولم يترك مشرعاً للقارئ لكي يحدس و يؤل مصير الفتاة والقصة بنفسه.
بعد استماع نقد الاخ سالم باوي دافع الاخ طرفي عن قصته ومن ضمن ما قال وخاصة فيما يرتبط بالتناقض الكامن في القصة ؛ أن المجتمع الاهوازي نفسه متكون من تناقضات كثيرة وأنا نقلت ما رأيت وشعرت في المجتمع من کذا حالات، مثل وجود ثقافة المطالعة دون تطبيقها في الحياة المعاشة او وجود مناطق سكنية راقية الى جانب مناطق فقيرة ، وهذا ما ايده اغلب الحضور. وفي الرد على نقد سالم اذ قال أنه
لم يعتبرها قصة قصيرة، قال الاخ طرفي أن للقصة القصيرة اساليب كثيرة وربما اسلوبي وتعريفي للقصة القصيرة يختلف عما يعتقده الاخ باوي.
على كل حال... كان الحضور و من بينهم أنا قد استمتعنا كثيرا بقرأة قصة "الشوارع البعيدة" ولمسنا فيها واقعنا المتناقض المتردي على كل الاصعدة.
بعد قرأتي للقصة حالا ًإتصلت بكاتبها وكان قد فات ردح من الليل، فبشرته بالابداع وشكرته على التعبير الراسم للواقع..وكنت قد استمتعت كثيرا باللمسات الانسانية التي تركها القاص على اسطر القصة...وأني في آن نفسه عشت المظلومية للمرأة الاهوازية والحب المقتول في طيات الظلامات للجهل والاستبداد الناتجين من التكلس في الاعراف والمعتقدات التي لا تتحول ولا تتغير حتى تقضي على انسانية الانسان.
وأخيراً أنا فخورٌ غاية الفخر بالقلم الاهوازي مهما قال و طرح، وآمل وأتمنى أن تكثر الاقلام والافكار والاطروحات والانواع الادبية، وأن نؤسس ادباً رفيعاً دالا ً على ثقافةٍ راقية وشعب حي، ولا تتحقق الاحلام الا بالمثابرات والمحاولات الدؤوبة...والله نسئل للنجاح.