«العدو العاقل أفضل مِن الصدیق الجاهل»

موسی سیادت-الاهواز

القبلی

لماذا ننفي الاستعمار و المستعمرین ، لماذا نرفض الدیمقراطیة و نلجاء إلي الدیکتاتوریة ، ما هو السبب الذي یجعلنا نرفع شعار :"عین أخاک ظالماً أم مظلوماً "، ونتمسک بشرائع القبیلة أي حالة الجاهلیة التي تحکمها الافکار المتخلفة و الفوضی و لانعرف شيء باسم حقوق الإنسان و لم نلاحظ فی مثل هذه المجتمعات الرجعیة نوع من العدالة الاجتماعیة و بتبعها تأثير هذه الأجواء علی الأسرة لکي تتصرف بحریة الرأي و ان تقرر مصیرها و ان لا یتحکم فیها رب البیت أي الأب (الحاله اللتی تسمی بالابویه) المرأة في هذا المجتمع الرجعي کسلعة بیت تباع و تُشتری . ولایکون لها رأي في جمیع شئون العائلة یفتخر القبلي باتساع رقعة قبیلتة علی حساب الغیر و کذلک بعدد سکانها الذي لا یقراء و لا یکتب و لایحمل شهادة اکادمیة و لامهنة عمل . و الأهم من هذا و ذاک اذا تکون القبیلة متوحشة و تحمل السلاح و تهاجم الغیر و تغزو سایر القبائل و العشائر و ترفض الحق و الحقوق و العدل و الأنصاف ولاتجنح للدستور السائد في المجتمع المدني و ماضیتاً إلي التخلف . و اذا وجُد مثقف «أي متعلم » في هذة المجتمعیات من المؤسف یتبع هذا المنهج و یصبح قائداً لة, و یتماشی مع شیخ القبیلة في اي حالاً من الأحوال بدلاً من أن یکون راعاً لقبیلتة و یرفض التحکم الفردي و الاضطهاد الجماعي . یوئید الرموز الکاذبة مثل : البیرق ، ألزیان ، النهوة ، الفصل و ما شابة ذلک . ناهیک عن عدم اهتمام «شیخ القبیلة» بأنشاء مدرسة او مستوصف و کذلک عدم اهتمامه لبناء الجسور و تبلیط الطریق و تأسیس خدمات کهربائیة و مائیة و هواتف ارضیة ، و لایهتم بأمر الله ما یقول : « کُلکُم راع و کُلکُم مسئول عن رعیتة » شیخ القبیلة یعارض أي برنامج تنموي و رأي توعیة لدي ابنا القبیلة حتی لا یکون وعیاً لدي الجمیع و یتحکم بهم کما یشاء . الرادع الوحید لهذا التصرف العدواني یکون بید الدولة الدیمقراطیة و الحکومة المنتخبة من قبل الشعب و لیس الحکومة الفردیة و الاستبدادیة التي تستمد سطوتها وسلطتها من أبناء الشعب المغلوبین علی أمرهم . هذه الحکومة تعمل بما شاء و الدستور یبقی حبر علی ورق لهذا ندعوا من جمیع المفکرین و الکتاب و الأدباء و الشعراء و اساتذه الجامعات و المعلمین و المعلمات وبقیة المثقفین أن یعملوا المستحیل و یدخلون المعرکة العلمیة من بابها الأصلي و هو « الحوار » مع الغیر حتي یتوصلوا إلي حل جذري لهذه الأزمة الخانقة و المثیرة للجدل حتی یتسنا لأبناء شعبنا في الریف و المدن بعمل جماعي لتوعیة الجمیع و الخروج من هذة الحالة المأساویة التي یمر بها شعبنا مر الکرام . تعالوا نخلق المستحیل و نحط ید بید من أجل الاتحاد و الاتفاق الأخوي و نقول لا للقبیلة و لا للطائفیة بل نعم للمجتمات المدنیة و کسب الحریة للجمیع بدون استثناء . لا فرق بین الرجل و المرأة و لا بین الأبيض و الأسود و لا بین عجمیاً و عربیاً بل نقول بصوت عالي هیا بناء للدیمقراطیة الحقیقیة . حتی نصل إلي بر الأمان .

موسی سیادت 1389