المشهد مابعد الأخیر ( 6 )


الورشة القصصیة

عابر سبیل

۱۲/۱۰/۲۰۱۰

ضرب الجدار بقبضته ثلاثة مرات کعادته لأنه لا یطرق الباب عندما یأتی فی وقت متأخر من اللیل ، حینها کنت اقراء « المشاغب »من مجموعة احمد عادل الساکی القصصیة ( الدعایة مو بلاش یا ابوشهاب = الیهدی بگه ایرید یمل ) ، دخل أذ فتحت له الباب بسرعة ، کان یحمل معه المجلدات الثلاث لروایة عبدالرحمن منیف « أرض السواد » و روایة « الحارس فی حقل الشوفان » ل جی دی سالنجر و روایة « التبر » لأبراهیم الکونی و قد استعار منی هذه الکتب قبل عشرة أیام لأنه کثیر المطالعة و سریع القرائة و هذه میزة أخری یتمیّز بها علی أقرانه من الکتّاب و ایضاً مجموعة قصصیة من ماریو بارغاس یوسا الحائز علی جائزة النوبل للاداب قبل أیام ، قد جلبها معه لنقراءها معاً .( اذا ما بیها جملة معترضة تشفی الصدر ، سامحونی ! )
وضع الکتب و جلس قریباً من المنقلة التی أشتریتها الأسبوع الماضی بألحاح منه بسبع مئة ألف ریال خصّیصاً لإعداد القهوة لأنّ من عاداته عند القراءة أحتساء القهوة و بعد احتساء ثلاثة فناجین قال :
« أتصلت بک ثلاثة مرّات و لکن لم تجب ؟ »
قلت له متحمّساً :
- : کنت فی احتفال للشعر الشعبی و قد شارک فیه جمع کبیر من الجیل الجدید للشعراء الشباب و قد أستمعت فیه للقصائد الرائعة و الأبیات الأبوذیة و الهات الجمیلة و کان هاتفی الجوال علی ( الوضع الصامت ) و لم انتبه لإتصالاتک إلّا بعد خروجی من الأحتفال ( عذره حدر باطه )
ثم أضفت : هذه ظاهرة جیدة جداً ، أهتمام الشباب بالشعر و الادب یخلق لنا جیلاً من الشعراء فی المستقبل کما لنا الآن مئات بل آلاف المهتمّین بالشعر و خاصة الشعبی منه .

و رحت أتکلم عن الشعر و الشعرا و مدی انتشار الشعر الشعبی فی المجتمع و إهتمام الناس به و صدور دواوین مختلفة للشعر الشعبی و ظهور مواقع و مدونات علی الانترنت تهتم بالشعر الشعبی کموقع دیرة هلی ( های بعد دعایة بلاش = سوّی زین و ذب بالشط ! ) و صدور دیوان الهوسة ...
قاطعنی بازدراء : قف هنا أرجوک ! ما هذا الحماس للشعر تارة و للمسرح تارة أخری و للموسیقی فی بعض الأحیان و للتراث و الفلکلور احیاناً و للصحافة مرّات کثیرة و لکن بالنهایة لم تفعل شیئاً ابداً ( مثل إملیهی الرعیان لایطیر إبعید و لاینکض بالأید ) ، ألیس لدیک شأن خاص تهتم به ، ألیس شأنک القصة و الروایة ، یجب علیک التحمس لشأنک ، لا أن تقف أمامه حجر عثرة و مانع و عائق و تتسبب بتعطیله و تجمیده .
قلت و البراءة ُ تمطر من وجهی : ما هذا الشئ الذی عطلته و تسببت فی تجمیده
قال لی متأوهاً و بحرقة : ألیس أنت و مُریدک عبدالساده سببتما بتعطیل الورشة القصصیة التی بنینا علیها آمالاً کبیرة لنخلق من خلالها جیلاً یهتم بالقصة و الروایة و تکون لها دور فی تفعیل هذا النوع من الادب فی مجتمعنا هذا النوع الأدبی الذی أصبح الوسیلة الفاعلة و الفعالة فی دفع عجلة الثقافة فی المجتمع و أصبحت الأمم تهتم کثیراً بهذا النوع من الادب و تخصص له جوائز و مهرجانات و ورشات تعلیمیة ، و الآن أرید منک أن تساعدنی فی تفعیلها مرة أخری .
قاطعته : أنسی الورشة لأنّها لم و لن تنجح ، الناس تحب الشعر و تخفظه اقترح بأن تفتح لک مدونة علی الانترنت تهتم بالشعر و سمّها « و للثلج رائحةٌ » و أنشر أشعار الشباب فیها ! ( ماخذ للبصرة ملح )
قال :قد أسمعت من نادیت لو کان حیاً .... و لکن لا حیاة لمن تنادی!