مقبرة الشعراء

خلف الخنفری- مدونه کوت عبدالله


تُکرِّم الشعوب و الأمم علماؤها و أدباءها و شعراءها  و فنانیها و غیرهم من ذوی الانتاج الحضاری الذین یساهمون فی بناء الحضارة الانسانیة من خلال انتاجاتهم الفکریة و الأدبیة و العلمیة و غیرها و یدفعون بعجلة التقدم و التطور الی الأمام و لهم النصیب الاکبر فی حفظ ، نشر و أزدهار الثقافة و المعرفةبکل اصنافها لتلک الشعوب و الحضارات و یتم تخلیدهم فی ذاکرة ابناء شعوبهم عبر سبل و طرق کثیرة منها مادیة و أخری معنویة .

نری فی جمیع بلدان العالم نصب تذکاریة و تماثیل متنوعة ( حجریة ، برنزیة و ... ) لعلماء و مخترعین و أدباء و فنانین منصوبة فی الشوارع و المیادین و الحدائق العامة لتکریم أصحابها و الاعتراف بدورهم الریادی فی المجتمع و هذا للاحیاء منهم و الاموات و المعاصرین منهم و القدماء و یخصصون مقابر للأموات منهم و یطلقون علیها أسم مقبرة ( الشعراء ، الفنانین و ... )  .

 و للاحیاء من هؤلاء العلماء و الادباء و المثقفین ، تجد الاهتمام اکبر و اکثر حیث یتم تکریمهم و تشجیعهم فی مهرجانات ضخمة و واسعة و یغدقون علیهم بالاموال و الجوائز المادیة و المعنویة و یتمتعون بمکانة عالیة فی المجتمع لیصبحوا قدوة للاجیال و مصدر الهام للشباب .

یجری علی العکس عندنا فی الاهواز حیث تری الادباء و الشعراء و الفنانین و المثقفین و ... الذین یلعبون دوراً مهماً و اساسیاً فی الحفاظ علی التراث و الهوّیة و الثقافة ، یعیشون حیاة ضنکة و مأساویة یکافحون فیها مخالب الفقر و الحرمان و التخلّف و الجهل ثم یرحلون عنّا تارکین لنا ثروة کبیرة و هامة من انتاجاتهم الادبیة و الفنیّة لنستنیر بها دربنا و لنتقدم مواکبة منا للعصر و رکب الأمم و لکن لا أحد یهتم بهم و لا بتکریمهم و تخلید ذکراهم ما عدا محاولات بسیطة هنا و هناک بدافع تأدیة الواجب و تأنیب الضمیر .

من بین هؤلاء و هم کثیرون فی مجتمعنا و علی سبیل المثال و لیس الحصر ، الفنان الکبیر علوان صاحب طور العلوانیة الشهیر ، الفنان حسان اگزار صاحب القصص الغنائیة و التراثیة الجمیلة ، الفنان احمد کنعانی و مسرحیاته الاذاعیة ذائعة الصیت و الشاعر الکبیر عبود الحاج سلطان و اسلوبه القویم و ایفیر البحیّر و ابوذیاته الرائعة و الفنانان المسرحیان عیسی الطرفی و بِدن الذین کانت لهم مسرحیات جمیلة فی الستینات القرن الماضی و الکاتب المؤرخ سید هادی آل بالیل و العلامة الشاعر هاشم الکعبی و المرجع آیة الله الکرمی ... و اذا أردت الاستمرار بالعد لوصلت القائمة الی  المئات أو ربما آلاف .

لابدّ لی أن أشیر ألی مجموعة من الشعراء البارزین الذین لهم بصمات جلیّة و مکانة مرموقة فی الشعر الشعبی و هم أسماء لامعة و نجوم ساطعة فی سماء الادب الشعبی و انتاجاتهم الادبیة مازالت تشق طریقها بین هواة الشعر و الادب رغم رحیلهم من الدنیا منذ سنین و انتقالهم الی جوار ربهم و لها تأثیر کبیر علی الشعر الشعبی فی الاهواز و لکن لهم رابطة أخری تجمعهم غیر الشعر و هی ارادة الله الذی شاء أن یجمع رفاتهم فی مقبرة واحدة بعد ما جمعهم علی حب الشعر و الادب ، لقد  دُفن فی مقبرة کوت عبدالله فی مدینة الاهواز کوکبة من الشعراء البارزین و هم :

1 – الشاعر امحیبس الهلیچی

2 – الشاعر سید سلمان آلبوشوکه

3 – الشاعر اوداعه البریهی

4 - الشاعر خلف خانزاده

5 – الشاعر عاید البدوی

6 – الشاعر سید فرج آلبوشوکه

7 – الشاعر مهدی الزنبوری

8 – الشاعر حلیم مجدم

9 – الشاعر سید رمضان الغرابی  ( رحمهم الله جمیعاً )

لهذا السبب و تخلیداً لذکراهم و تکریماً لهم اقترح أن نسمی هذه المقبرة ب « مقبرة الشعراء » و هذا اقل ما نستطیع فعله من اجل تکریمهم لأنهم أناروا الطریق لنا و قدموا لنا کنزاً غالیاً لا یُفنی من الشعر و الادب .